برج القاهرة: لؤلؤة النيل تضيء سماء مصر

من الطابق الخامس والستين لبرج القاهرة، يمكنك التأمل في الأفق المترامي الأطراف للعاصمة المصرية النابضة بالحياة. إنها تجربة سياحية مميزة لا يمكن أن يتجاهلها الزائر والمحب لزيارة معلم سياحي في قلب مدينة القاهرة من أهم المعالم السياحية وأبرزها.

برج القاهرة: لؤلؤة النيل تضيء سماء مصر
وشهد برج القاهرة تصوير أهم الأفلام المصرية والتي جعلت منه مكاناً أيقونياً ومعلماً ثقافياً وعندما تصل إلى قمة البرج يقرأ الزائر النبذة الهامة عن برج القاهرة باللغتين العربية والإنجليزية: هذا الصرح العظيم الذي تم بناءه ليشهد على التاريخ وليبرهن للعالم بأسره أن مصر وشعبها العريق قوة جبارة لا تهزم أبداً وليكون رمزاُ لمصر وشعبها.
قصة جلد وصبر وصمود أبناء مصر الحبيبة وراء بناء برج القاهرة وهي التي تميزه عن جميع أبراج العالم.
يعد برج القاهرة تحفة معمارية، بني على شكل زهرة اللوتس رمز الحضارة الفرعونية، ويعد أحد المزارات التي تجتذب السائحين من أنحاء العالم.
أنشئ في عهد الرئيس جمال عبد الناصر بين عامي 1956 و1961 من الخرسانة المسلحة، ويقع في قلب القاهرة على جزيرة الزمالك بإطلالة على نهر النيل ليعد الأثر الحديث الأكثر شهرة في القاهرة، ويصل ارتفاعه عن الهرم الأكبر بحوالي 43 متراً.
يتكون البرج من 16 طابقاً، ويقف على قاعدة من أحجار الجرانيت الأسواني، التي سبق أن استخدمها المصريون القدماء في بناء معابدهم.
قام الرئيس عبد الناصر بتكليف المهندس “نعوم شبيب” مصري الجنسية بأصول لبنانية، المشهور بتصميماته للعديد من المنشآت والمباني العالمية والمصرية، ومنها الكاتدرائية المرقسية، لتصميم البرج، واستغرق خمس سنوات، فكان “نعوم” يقوم بتنفيذ كل أفكاره على الورق بطريقة يدوية، واخترع طريقة تنفيذ فريدة، عن طريق تشكيل الشكل المطلوب لقالب صب خرساني من تربة الأرض، ثم قام بوضع أسياخ الحديد وتشكيلها طبقاً للتصميم الإنشائي داخل القالب. وبعد تماسك الخرسانة يتم رفعها بالروافع لتوضع في مكانها على ارتفاعات وصلت إلى 12 متراً، وقام بتسجيل براءة اختراع لهذه التقنية في التنفيذ تحت اسم “أقواس شبيب”.
وتستغرق الرحلة داخل مصعد البرج للوصول إلى نهايته 45 ثانية، لتشاهد عندما تقف على القمة بانوراما كاملة للقاهرة، ترى فيها الأهرامات، ومبنى التلفزيون، وأبا الهول، والنيل، وقلعة صلاح الدين، والأزهر، وتشعر وأنت تنظر في النظارة المكبرة أنك تزور مصر في لحظة واحدة.
وفي النهاية بنى البرج رمزاً لأكبر وأطول “لا” في التاريخ، شاهداً على رفض المصريين تغيير موقفهم تجاه القضايا العربية، وسيظل علماً بارزاً مع مرور الزمن على كرامة مصر حتى وإن كانت في أشد الاحتياج.
يجسد تصميمه الأنيق والفريد جمال الفن المصري، حيث يمثل النقوش الفرعونية على واجهته الخارجية لمحة فنية رائعة عن الحضارة المصرية العريقة.
في الداخل، يوجد مطعم دوار فاخر يقدم أطباقاً محلية وعالمية شهية تبرز جمال الأكل المصري الشهير، بينما تتحرك الأرضية ببطء لتمنح الضيوف فرصة للاستمتاع بمشهد 360 درجة للقاهرة.
لا شيء أكثر روعة من تناول العشاء بينما تُشرق الأنوار على المدينة، مما يجعل من برج القاهرة واحدة من أفضل الوجهات للرومانسية والاحتفالات الخاصة.
برج القاهرة ليس فقط مكاناً للاستمتاع بمناظر خلابة، بل هو أيضاً موقع تاريخي هام يجسد الحضارة المصرية في تطورها. تجوب الأنظار من أعلى البرج بين الأهرامات العظيمة، ومساجد الفاطميين، وكنائس القاهرة القديمة، وأبنية العصر الحديث، لتكشف لنا عن تاريخ وحاضر مدينة لا مثيل لها.
بدون شك، برج القاهرة هو وجهة يجب زيارتها لكل سائح يزور مصر، يقدم تجربة غنية ومتعددة الأبعاد تجعلك تعيش تجربة لا تنسى في قلب العاصمة المصرية.